تحليل اخباري: معركة كسر العظم بين الأخوة الاعداء.. الرحموني و أبرشان..حين جمعهما لفتيت و فرقهما البرلمان؟؟

0
2741

أريفينو خاص: كريم السالمي

حين جلس محمد ابرشان لأول مرة على كرسي رئاسة جماعة اعزانن قبل 20 سنة كان سعيد الرحموني لا يزال شابا يافعا..لا يعرف من السياسة الا عمه الحاج محند الرحموني الذي ترأس بلدية الناظور و دخل مجلس المستشارين و إبن عمه احمد الرحموني الذي كان المرشح لخلافة أبيه لتمثيل العائلة في الاوساط السياسية.

و مع مرور الأيام..رغب الشاب اليافع في دخول المغامرة السياسية و البداية من زايو حيث تمتلك عائلته لحد الآن مقلعا للأحجار و تمكن فعلا من دخول بلدية زايو دون أثر يذكر قبل ان تسنح له الفرصة الكبيرة حين توفي عمه الحاج محند و قرر ابن عمه أحمد تشكيل لائحة قوية لخلافة والده في المعركة ضد طارق ببلدية الناظور..

صعد سعيد الرحموني لأول مرة الى بلدية الناظور قبل حوالي 8 سنوات مرتبا ثالثا على لائحة ابن عمه و تمكن في صفقة سياسية من الحصول على مقعد في المجلس الاقليمي الذي كان آنذاك يرزح تحت رئاسة القيادي النقابي الشهير محمد بوجيدة و في فترة كانت فيها عمالة الناظور بيد عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية الحالي.

و مرة اخرى.. استفاد سعيد الرحموني من اجواء حرب بين لفتيت و بوجيدة.. حيث اتهم عامل الناظور آنذاك بوجيدة بقيادة حملة اعلامية ضده و تنظيم وقفة احتجاجية عليه ايام فيضانات 2008 و هو الامر الذي لم يغفره له فقرر استعمال سلطته للاطاحة به من المجلس الاقليمي بأي وجه كان..

و نظرا للتوازنات السياسية الموجودة آنذاك و اهتمام كبار السياسيين بمعارك البلدية و البرلمان و ضعف دور رئيس المجلس الاقليمي الذي لم يكن الا منصبا بروتوكوليا لا تأثير له..

تم اقتراح سعيد الرحموني لخلافة بوجيدة.. و يحكي مسؤولون كبار آنذاك ان لفتيت اتصل بأبرشان الذي كان يهابه بشدة و طلب منه الانضمام للفريق و دعمه بإمكانياته المادية و البشرية ليصل لكرسي الرئاسة..

و هكذا كان حيث تم الاتفاق بفيلا الراحل مصطفى ازواغ بعاريض على انتخاب الرحموني رئيسا و ابرشان نائبا اولا له في اتفاق غريب للمصالح حيث كان ابرشان يدفع بكل ما أوتي من قوة للاطاحة ببوجيدة لرفضه في وقت ما توقيع عريضة تضامنية مع ابته عماد الذي سجن في قضية مخدرات قبل ان يهرب نهائيا من المغرب..

و هكذا صعد الرحموني الى رئاسة المجلس الاقليمي بسب عناد ابرشان “الاسطوري” و خصومته مع بوجيدة و بسبب رغبة لفتيت ايضا في الاطاحة به..

و كان اختيار الرحموني آنذاك أشبه باختيار السادات لخلافة عبد الناصر في مصر.. حيث اعتقدت ما عرف فيما بعد بمراكز القوى ان السادات شخصية ضعيفة يمكن قيادتها عن بعد قبل ان ينقلب عليها سنة 1971 و هو نفس ما تكرر بين الرحموني و ابرشان في الانتخابات البرلمانية الاخيرة..

يقول ابرشان في فيديوهات مثيرة نشرها في حملة انتخابات البرلمان السابقة.. أن الرحموني خدعه و خانه حيث سبق و اتفق معه في صفقة كبرى على ان يدعمه لمجلس النواب مقابل دعم ابرشان له في المجلس الاقليمي و كرر عدة مرات أنه هو من صنع الرحموني في اشارة الى دوره في تنصيبه رئيسا لأول مرة على المجلس الاقليمي ثم في اعادة انتخابه رئيسا آخر مرة.

و لا يمكن فعلا التأكد من رواية اي طرف عن اي اتفاق سري جرى بينهما.. و لكن البراغماتية السياسية التي أبان عنها الرحموني في السنوات الأخيرة و التي تجلت اكثر في الضربة التي وجهها الى نور الدين البركاني الذي اعتقد الى آخر لحظة انه سينتخب نائبا لرئيس المجلس الاقليمي..هي البراغماتية ذاتها التي اعتمدها ابرشان طيلة مشواره السياسي و هي التي كانت سببا ايضا في دعمه الرحموني سابقا..

و بالتالي يصعب الحديث عن اتفاق ذي طابع اخلاقي بين شخصيتين سياسيتين لا تجمعهما الا البراغماتية السياسية..؟؟

و تشاء الظروف السياسية مرة اخرى.. ان الدولة قد قررت خلال الانتخابات الماضية ان تضع ابرشان و جماعته تحت مجهر المراقبة ففتحت قيادة بجماعته و كلفت مسؤوليها بمنع ابرشان من القيام بأي مخالفات أثناء عملية الاقتراع مما ادى الى هزيمة مدوية له و خسارته مقعد البرلمان لأول مرة منذ سنين..لصالح القادم الجديد سعيد الرحموني..

و لأن عناد ابرشان معروف للمقربين منه..فقد واصل القيام بكل المحاولات للطعن فيه و بعد نجاحه خاض معركة كبيرة أخرى للحصول على تزكية حزبه الذي رفض ضغوط حزب الحركة و الاغلبية الحكومية كباقي الاحزاب التي انسحبت من السباق..

ليكتب للناظور ان تعيش خلال الايام المقبلة على ايقاع معركة كسر عظم بين الطرفين على المقعد المعاد على خلفية صراع شخصي كبير و صراع مصالح يمتد الى قوى اخرى قد لا تظهر في الصورة و لكنها تلعب دورا كبيرا في الكواليس..

و لعل هذا الامر ينطبق بشدة على الملياردير الناظوري عبد القادر سلامة..صهر الرحموني..و الذي كان له دور كبير في سحب حزبه و احزاب اخرى مرشحيهم من منافسة الرحموني كما كان له دور بارز في دعم الرحموني للوصول الى رئاسة المجلس الاقليمي ثم الى البرلمان..

و يعتقد انه سيدعم الرحموني بقوة خلال انتخابات الاعادة من خلال اصوات مناطق نفوذه ازغنغان و بني بويفرور و وكسان و بني سيدال الجبل و لوطا و بوعرك و العروي و زايو و غيرها.

كما يبدو ان الدولة التي يزعج وجود ابرشان في البرلمان مشاريعها الكبرى ببويافار و خاصة الميناء المتوسطي لن تتساهل معه هذه المرة ايضا خاصة يوم الاقتراع..

لذا فإن امبراطور بويافار سيجد نفسه امام “رحموني” آخر هذه المرة كما سيجد نفسه امام رأي عام جديد يعرف الكثير عن ابرشان و تاريخه و مناوراته.

و رغم كل هذا فإن ترشيح ابرشان يبشر الناظوريين بديسمبر ساخن عكس توقعات الطقس في انتظار الحسم يوم 4 يناير.

LAISSER UN COMMENTAIRE

Please enter your comment!
Please enter your name here

*